السبت، 17 نوفمبر 2012

حتى لو للحظات لماذا قد.. نحب أن نكره؟!

يأتي الكره في علاقتنا مع من نحب في عدة أشكال يتصدرها الغرور والسيطرة والقهر والأنا.. ناتجاً عن خلافات أو تراكمات أو نزاعات أو منافسات.. فأحياناً نحن لا نريد أن نتقرب إلى الشخص الذي نكون على خلاف معه. ولكي نتجنب ذلك ونحسن من علاقاتنا مع الناس من حولنا، علينا التركيز على تغيير أنفسنا وليس الآخرين. فأنت تمثل % 100 من المشكلة، تماماً كالطرف الآخر، مما يجعلك غير قادر على تغييره. ويجب أن تعلم أن كل ما تقوله وتفعله يؤثر على ردود أفعاله وتصرفاته. لذا، أنت بحاجة إلى أن تسأل نفسك ما الذي تريده أكثر: علاقة حب عنيفة أم موطدة؟! وحتى لا تصل في علاقتك مع من تحب.. لأي نتيجة تشبه الكره اتبع نصائحنا التالية..

١. القوة والسيطرة
الرغبة في السيطرة على الآخرين هو جزء من كوننا بشر. وتفوقنا على الآخر يجسد لنا نجاحنا في علاقاتنا، رغم أننا بذلك نؤذي شخصاً قصدنا من البداية إسعاده والاهتمام به أكثر من أي شخص آخر. لذلك، بدلاً من محاولتك التحكم في شريك حياتك، حاول تطويع نفسك لإرضائه، لأن تفضلك عنه يبعدك عن مودته، تماماً كما تقربك العاطفة والاحترام منها.
٢. جلد الذات
إلقاؤنا كل اللوم على أنفسنا في علاقاتنا يجعلنا في الحقيقة أكثر المستفيدين، لأننا في هذه الحالة نتجنب انتقاد الآخر لنا، حيث أننا قمنا بهذه المهمة بدلاً منه! ومع ذلك، يتطلب ذلك الكثير من الطاقة، وكنتيجة له، لا تحلو صحبتنا. لذا، بدلاً من إلقائك اللوم على نفسك، حاول المشاركة بنصيبك فقط من تحمل المسؤولية، واتخذ موقفاً محايداً فضلاً عن آخر مشحون بالمشاعر.
٣. الإنتقام
من السهل أن نمعن النظر فيما يفعله أي شخص آخر لنا، متجاهلين سلوكياتنا التي قد تكون مغضبة و أحياناً استفزازية. وقد أثبتت الدراسات أن رغبتنا في الإنتقام أيضاً توسع الفجوة في علاقاتنا، فهي لا تجعلنا سعداء، ولكنها تترك لدينا الشعور بالرضا والعدالة! وهنا يجب أن تعلم أن الصراع المتبوع بالانتقام لا أحد فيه يكسب، ولا أحد يريد أن يتوقف. وفي نقطة ما، على أحد الطرفين كسر الدائرة!

٤. العدالة والإنصاف
نحن نشعر بأحقية معاقبة كل ما لم يتوافق مع توقعاتنا. في أوج نزاعاتنا، كم مرة نسمع أنفسنا نقول “هذا غير عادل” وكنا نقصد “هذا ليس ما أريده”! هذا ما هو إلا تشويه وتحريف للحقائق، يشكله افتراضنا بأن طريقة شعورنا بالأشياء وانعكاسها على ردود أفعالنا هي نفسها الطريقة التي يشعر بها شريك حياتنا. وهو ما يعزز اعتقادنا الخاطئ بأن الطرف الآخر هو من بحاجة إلى التغيير، وعليه أن يعطينا الفرصة لشرح سلوكه الجارح. والفكرة هنا تكمن في أن ما نقوله وقت النزاع لا علاقة له بالعدالة أو الإنصاف. فقط عندما يزعجنا أحدهم تتشبع عقولنا بكثير من الأفكار السلبية التي قد نراها صالحة وقتها، ولكنها حتماً مليئة بالأخطاء.
٥. النرجسية
بالرغم من أن قليلا من النرجسية مطلوب، إلا أننا إذا وجدنا أنفسنا على شفا الغضب من أبسط تلميحات النقد الموجهة إلينا، والتي قد نخرج معها عن السيطرة، نستسلم على الفور لقوة جذب الأنانية لنا. ومن المفيد هنا اتباع قانون المتناقضات؛ والذي ينص على أنه عندما تحاول الدفاع عن نفسك تجاه نقد غير منطقي أو غير عادل، فأنت بذلك تثبت مدى صحته، وموافقتك عليه تثبت مدى خطأه! فعلى سبيل المثال، إذا اشتكى شريك حياتك من أنك لا تستمع إليه ووافقته الرأي، يكون هذا أقوى الدلائل على أنك حقاً تستمع إليه!
٦. المنافسة
الجميع يريد أن يكسب، بالرغم من أن الرغبة في المكسب وحدها تضمن استمرار النزاع!
٧. الغضب والمرارة
قد يمنحنا الغضب العزم والتصميم، خاصة إذا كنا جزءاً من علاقة تستنزف طاقاتنا. يرى العديد من الباحثين أنه يمكن التعبير عن الغضب بثلاث طرق مختلفة؛ العدوان الإيجابي، ويتمثل في السعي إلى المواجهة، والعدوان السلبي، ويتمثل في التجنب غير الموفق للمواجهة، أو بالمشاركة الهادئة المحترمة وهي الأقل شيوعاً والأكثر فعالية! التغلب على الغضب يتطلب أن نعمل على تحسين قدرتنا على الإستماع. ودقيقة واحدة من التمرين قد تكفي لذلك، في أول ثلاثين ثانية منها حاول هادئاً إتاحة الفرصة للطرف الآخر لعرض وجهة نظره، بألا تقاطعه والتأكد من إيجابية لغة جسدك وقت حديثه. وفي الثلاثين ثانية الأخرى أعد صياغة ما قاله بطريقة دقيقة ومحترمة.
٨. اللوم
من الصعب أن نتخلى عن اعتقادنا الراسخ بأنه “ليس خطأنا”! ولكن تحليل حساب مميزات وعيوب اللوم، طريقة جيدة تساعدك على ذلك. أحضر ورقة فارغة ارسم بها عمودين: مميزات لوم الشخص مقابل عيوب إلقاء اللوم عليه. قد تتضمن المميزات أشياء مثل “لا يجب أن أشعر بالذنب، ليس علي أن أتغير، أنا أفضل منه أخلاقياً”. وقد تتضمن العيوب أشياء مثل “لن أكون قادراً على التقرب إليه، سوف أعلق في حلقة مفرغة، لا شيء سوف يتغير”. إذا طغت مميزات اللوم على عيوبه في قائمتك، فعليك أن تستلم له كدافع لتحريك نزاعكما. أما إذا طغت عيوبه، فمن المغري أن تحمل شريك حياتك نصف هذا اللوم. ولكن إذا أردت علاقة أفضل، عليك أن تركز ببطئ على تغيير نفسك.

٩. كبش الفداء
تصنيفك لشريك حياتك على أنه أقل منزلة منك له القدرة على إعطاء صورة واضحة، إن لم تكن دقيقة، لكل ما يدور من نزاعات في علاقتكما. فعبارات مثل “هو دائماً يفعل ذلك” من السهل أن تنطق بها، ولكنها تقودك للبحث عن دلائل تدعم بها هذا التصنيف. ثم تثبته في عقلك بإعادة تناولها أمام الآخرين، فهي كالنميمة، طريقة سيئة نعشقها سراً. ولأن هناك بالتأكيد دلائل تثبت عكس تصنيفك أيضاً، حاول البحث عنها، فهي تراعي انتباهك لتصرفات شريك حياتك الإيجابية، وتعطيك صورة واضحة متوازنة لتاريخ حياته.
أحياناً قد نستمتع بعد اخفاقات شركائنا في هذه الحياة، لأنها تخلق نوعا من أنواع الدراما، وترسمنا كضحية، ولكن ماذا عن كل الأوقات الأخرى التي يكونون فيها إلى جوارنا؟!
١٠. الفخر والخجل
إجبارنا على النظر إلى أخطائنا، خاصة عندما يفعل ذلك أقرب الناس إلينا، شعور مؤلم، وبدلاً من مواجهة ذلك نقيم سداً بيننا وبينه ونتعصب للدفاع عن أنفسنا. الفكرة في التعامل مع مثل هذه المواقف تكمن في إعادة التفكير في معنى أن تكون معرضاً للهجوم. فيجب أن تعرف أنه كلما كنت مهاجَماً، لم يعد لديك شيئاً لتخفيه، حينها يصبح ضعفك مصدر قوتك. ولكي تحظى بعلاقة ناجحة عليك أن تواجه إخفاقاتك وليس التهرب منها.
١١. الحقيقة
جملة تترد على مسامعنا وألسنتنا في معظم نزاعاتنا في الحياة “أنا على صواب، وأنت المخطئ”!
لكن ماذا إن كان كلاكما على صواب؟! فكر في ذلك وستنتهي معظم نزاعاتك قبل أن تبدأ. فكل شيء يقوله كل منكما فيه أوجه من الصواب. حاول البحث عنها بدلاً من تجاهل وجهة النظر كلياً.
١٢. ما الذي تخفيه سراً؟!
من ال 12 مسببا للنزاع، يعد هذا أصعبهم على المواجهة. ما الذي تخفيه سراً؟! سواء كنت مدركا لوجوده أو لا. هل تتخاذل عن حل نزاعاتك مع شريك حياتك لأنك تستفيد منها بصورة أو بأخرى؟! هناك دائماً وجه يعود عليك بالنفع في نزاعاتك، ما يجعله حقيقة لا تمثل نزاعات. فقد تكون تحب حياتك كما تجري، وما يجب أن تعلمه أن الثمن الذي تدفعه مقابل تلك المتعة الخفية يأخذ من قدر المودة والمحبة في علاقتك. واعترافك لنفسك بما تخفيه سراً يضعك على أول الطريق لتصحيح الأوضاع.
المصدر : جميلة قطر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق